29 November 2013

من رائحة العمر..

.
6 التعليقات



اليوم هو الجمعة.. 
بالرغم من إستيقاظ الجميع مبكراً ذلك اليوم إيضاً
إلا إنني لازلت اول من يستيقظ
أنهض من سريرى، وأستقبل يوم العطلة واستقبل أستيقاظهم بطريقة مختلفة.
أشعل تلك الأعواد الرفيعة، 
المنكهة بشجر الصندل والكثير من روائح الأزهار والفاكهة، 
وأثبتها فى جميع أركان المنزل، 
وأظل أحرك يدي أمامها ليزيد أشتعالها فـتطلق الكثير من عطرها.
هل يكفيني هذا؟ بالطبع لا.. 
أذهب إلي المطبخ، لآتي بأنواع أخري كثيرة قد جئت بها من العطار
نظرت إلي تلك الحبيبات المختلفة الأحجام والألوان.
اتذكر والدتي حين كنت صغيرة وفي ذات جمعة سألتها: 
ما هذه الألوان يا أمي، وعما تعبر تلك الكرة الحمراء التي تشبة العين؟
فاخبرتني أنها تسمى "عين العفريت"
حتي الآن أتذكرها بذات الأسم، وعلى عكس أسمها كلما رأيتها أبتهج كثيراً،
وكأن قلبى كان يربطها دائماً بـحنيني لأمي، ولطفولتي، 
ولذلك كنت أطلبها خصيصًا من العطار حتى صار يعتاد طلبي.
أخذت من تلك الحبيبات كمشة، 
ووضعتها فى تلك المبخرة الخزفية 
التى تُعد من تراث أسرتي عبر العديد من السنين
ووضعتها فوق تلك القطعة السوداء المشتعلة 
ليتصاعد الدخان المحمل برائحة امي يوم الجمعة، 
ورائحة عبائة أبي البيضاء 
أستنشقة مغمضة العينين، فيأتي زوجى ليخبرنى بأن الوقت قد أزف، 
ويجب أن يلحق بالصلاة ومعة أبنائنا، 
فأجبرهم على الأنتظار حتى أنتهي من تعطيرهم بتلك الرائحة التى امتلأ بها البيت
أرفع طرف عبائة كل منهم، وأضع اسفلها المبخرة الخزفية، 
فتتصاعد الرائحة إلي مسامهم فيكتفوا منها.. ولا أكتفي أنا
ثم يذهبوا إلي صلاتهم 
ويتركونى وحدى فى بيت معبق برائحة البخور القوية، 
لأستمر بأستمتاعي.
يخبرونى أن رائحة بخور يوم الجمعة اصابتني بالجنون,,,,
ولكني لا أبالي..!


من وحي حاسة الشم

 

readmore »»

27 November 2013

شاي بلبن

.
4 التعليقات




 يبدأ يومي برؤية وجهها، فأبتسم والقي عليها التحية
فتخبرني أن أنهض وأجهز لها "صينية الأفطار" 
ولمن لا يعلم ما هى صينية الأفطار.. هي تلك الصينية الصغيرة فضية اللون
التي وبالرغم من صغر حجمها تجمع حولها عائلتنا الصغيرة التى تزداد كل يوم.

أضع أمامها وعاء من الحليب يجاورة مثيله الذي يحوي الشاي الساخن 
والأكواب الزجاجية وعلبة داخلها حبيبات السكر 
في البداية كانت تسألني "كم ملعقة سكر تريدين؟" فأجيبها " أثنين" 
فتبدأ وضع محتويات الكوب واحداً تلو الأخر بنسب تعلمها هى وحدها 
فتبدو وكأنها كـ خبير يقف فى معمله ويضع تركيبة دواء تُشفي من أعباء يومي الآتية.
أخذ منها الكوب الذ يتلون بذلك اللون المميز 
فـ أتناول رشفة صغيرة منه وأغمض عينى..
أشعر و كأن هناك قصة حب بيني وبين ذلك الكوب الذي تصنعه جدتي 
أشعر به يتخلل بين مسام جسدي كله، فأجده أكثر حلاوته مما كنت اتوقع
وكأن أيدي جدتي وضعت من حنانها وحبها فيه.

في اليوم التالي سألتنى أيضاً كم ملعقه أريد؟
 فأجبتها "واحدة فقط تكفينى منكِ" وارتشفت الكوب لأخر قطرة كعادتي.


من وحي حاسة التذوق

 

readmore »»