30 October 2016

ذاكرة أنفي!

.
0 التعليقات




أنتهي من أعداد الكيك، وأضعه سريعًا في الفرن الذي عانيت لضبطه حتى يظل مشتعلًا لكي ينضج الكيك.
كلما اتصلنا بالصيانة، ويأتي أحدهم لتصليحه، ينتهي لقاءنا بأننا لا نستطيع أقناعه بتغير الزر الذي يقرر وحده فجأة أن يطفيء الفرن، ولا يستطيع أقناعنا أن الزر سليم تمامًا كما يرى، فيذهب كما جاء وتستمر معاناتنا!
تركت الكيك تنضج على مهل، وذهبت لتقسيم الملابس لغسلها، يتخلل كل هذا صغيري الذي يركض ورائي إينما ذهبت، ممسكًا في كل مرة بلعبة مختلفة يحدثني عنها، وأنا أردد وراءه.
أضع الملابس في الغسالة، واضع المسحوق الأبيض السائل الذي لامس أصابعي عمدًا، وأتركهم يتجانسوا مع المياه الجارية، وأذهب لأستكمل ما ورائي.
بعد أن أنتهيت من كل شيء، وضعت يدي على أنفي صدفة، فتشممت رائحة تروقني كثيرًا، وتضغى على رائحة الكيك اللذيذة، أظل أفكر وأدور حولي لمعرفة من أين أتت تلك الرائحة التي حذفت كل روائح اليوم من ذاكرة أنفي.
عند مروري بجوار الغسالة التي مازالت تأخذ دورتها، أستوعبت أنها رائحة مسحوق الغسيل السائل، ليخبرني أن الأجمل هو ما يعلق بذاكرتنا إلي الأبد..

readmore »»