31 December 2018

رسائل إلى صديقي.. 2

.
1 التعليقات





إلى صديقي الذي يهتم..
ألم أخبرك قبلا ياصديقي إنني خائفة وحزينة، يبدو أن خوفي كان في محله ولكن الحزن أصبح اضعاف!
بعد رسالتي الأخيرة لك وبصورة مفاجئة مرضت جدتي
أمي الثانية والتي سبق أن كتبت لها رسالة هنا ابكتها
بعد محاولات العثور على سرير يحتويها داخل العناية المركزة التي رقدت بها اسبوعين.. رحلت!
رحلت بعلة غير التي رقدت في العناية المركزة بسببها في الأصل، وكأن مرض أمي سرق كل قوتها ورغبتها في الحياة، فيبدو إنها كانت تريد الرحيل بأي شكل.. الرحيل فقط!
في يومها الثاني بالرعاية تماسكت عند رؤيتها ولم أبكي، أخبرتها إنها ستكون بخير، فأجبتني"ولو مبقتش، هو اللي رايد".
مشيت بعيدا عنها، وتساقطت دموع كثيرة حبستها امامها، دموع تخبرني أن ما نحن به لن يمر على خير!
في بداية ذلك العام المؤلم المُقبض مرضت أمي بذلك اللعين الذي تربع داخل الرحم الذي احتواني بداخله يومًا، كان الخوف يأكلني من أن افقدها ولم تكف دموعي إلا حين بدأت في خطوات العلاج لأشعر أن هناك أمل.
لم يجول بخاطري أبدًا أن في ذات العام سأفقد جدتي التي كانت بصحة جيدة!!
فقدنا في بداية العام العراب الذي بدأت خطواتي الأولي في القراءة على يديه.. فبكيت.
في الطريق فقدنا الخال المدون إبراهيم رزق الذي اختطف قلبي خبر موته ولم أستطيع تصديقه حتى تم تأكيده، لنفقد روح كانت تظللنا جميعًا بالمحبة والبسمة.. فبكيت.
في ديسمبر شهري المفضل للأسف، مرضت جدتي ورحلت سريعًا، رحلت وتركت ذكرى في كل لحظة في العمر، في كل مكان بالبيت، في كل رائحة طيبة تفوح من اماكنها واشيائها، في كل صورة بها اطفالي الصغار وهي تحملهم، رحلت واقتطعت جزء من قلبي وأخذته معها.. فبكيت وبكيت وبكيت ومازلت، وكأن البكاء وآلم الفقد لن يكف أبدًا ياصديقي!!

readmore »»

02 December 2018

رسائل إلى صديقي.. 1

.
0 التعليقات




إلى صديقي الذي يهتم..

أتعلم ياصديقي إنني أتممت عامي الأول بعد الثلاثون اليوم.
حاولت أن أحصي السنوات التي عشتها حقًا، ولم أجدها تكفي كل هذا العمر!
 في العام الماضي أنتويت أن أكتب عن تجربة الدخول في عامي الثلاثين، 
ولكنني فقدت الشغف بالفكرة، وكأنني كنت أعلم مسبقًا ما يخبئه لي القدر في العام الذي يليه، 
والذي أستطيع بكل أريحية أن أطلق عليه إنه يعد من أسوء السنوات التي مررت بها.
جاء ومعه الخوف، المرض، الغضب، الحيرة والتشتت، 
ولكنه وللغرابة جاء ومعه أيضًا طفل صغير يتعلق بطوق قلبي، 
يجبرني على منحه الرعاية والحب بصدر رحب برغم كل شيء.
قبل عدة سنوات لم أتوقع ان أتخطى عامي الثلاثون دون أختلاف هكذا، 
ربما بضع كيلوات زائدة وطفل يركض ورائي يذكرني ان العمر يمر.
ولكن بضع أشياء أخرى ظلت كما هي لما تتغير... 
عصبيتي، مزاجي المتقلب، حبي للأشياء الطفولية التي كلما مر العمر أتعلق بها لكي تذكرني دائمًا من أنا.

بدأت هذا العام بأمل وتفائل يغمرني كعادتي، ولكنه مع أول شهوره سرق من قلبي الكثير، وصدمني بالكثير، 
وأصبح يمارس معي حرب أستنزاف أخاف ألا تنتهي، وأخاف أكثر أن أستقبل عامي الجديد دون ذرة أمل باقية.. 
أنا خائفة، خائفة وحزينة يا صديقي!!


readmore »»