08 February 2019

رسائل إلى صديقي.. 3

.
1 التعليقات





إلى صديقي الذي يهتم..

هل الحزن أصبح رفاهية ياصديقي؟!!
بالرغم من كل الآلم الكامن داخل الروح، لا تمنحنا الظروف المساحة الكافية للحزن والبكاء.
منذ أن رحلت جدتي لم يمنحنا الوقت فرصة لنمارس حزننا الذي يلتهم صدر كل فرد منا
في اليوم التالي لرحيلها أضطرت أمي الخضوع لعملية جراحية ضرورية لا يمكن تأجيلها!
فقررنا أن نضع حزننا داخل خزانه الصمت، ونغلق عليه لكي ننتبه إلي صحة أمي جيدًا.
توالت أشياء كثيرة بعدها ،اختلاف حالة أمي الصحية ما بين الرعب مما هو أسوأ والآلم
حتى أن أمي حتى الآن لا تستوعب أن جدتي رحلت، وكلما فكرت إنها ستعود من المشفى تجدها، ثم تتذكر إنها لم تعد موجودة .. تبكي! فالبكاء يختبئ ليظهر حين تنتهي القدرة على الإستيعاب والتحمل.
حتى أنا.. كلما جاءت سيرة جدتي أتخيل إنها مسافرة لفترة ما كما كانت تفعل، لم أفهم حتى الآن إنها سافرت ذاك السفر الذي لا عودة منه أبدًا!
كلما حاولت دموعي الهرب، يبكي طفلي الصغير فأنتبه إليه لتلبية أحتياج ما لا يستطيع البوح به، فتتناسي دموعي طريقها.
كلما حاولت التعبير عن كم الآلم الذي يلتهمني، أنظر إلى أمي وأعيد البحث والقراءة عن حالتها، ربما يطمئنني شيء ما لم أتوصل إليه قبلًا! وأتناسي أنا دموعي بل ربما أحجبها.
أصبحت أمارس الصمت كبديل مانع للبكاء
مومنة جدًا بتلك المقولة "الموت لا يوجع الموتي، بل يوجع الأحياء"
الموت والفقد يؤلمني جدًا يا صديقي، ولا أستطيع البوح..



readmore »»