إلى صديقي الذي يهتم..
أعيش حاليًا أكثر وأشد كوابيسي قسوة!
عشت طوال حياتي أخاف من فقد جدتي وأمي
وبرغم مرور العمر والمرض بهن لم اتصور تلك اللحظة أبدًا!!
حين حدث كابوسي الأول وماتت جدتي، حاولت أن أخبئ الحزن بداخلي وأجعله يتوارى مرغمًا خلف خوفي وقلقي على أمي.
مرت شهور شعرت فيها إنني لم أستطيع حتى الآن أن أعبر عن آلمي لفقد جدتي بقدر حبي لها، لم أملك الوقت والرفاهية للحزن عليها.
سرقنا مرض أمي من كل شيء في حياتنا وجعلنا نفكر كيف نجعل يومها يمر دون أن تصرخ وتبكي من الآلم.
سرقتني صفحات البحث التي كنت أحاول أن أجد حل وفهم لحالتها النادرة فيها.
سرقتني رسائل الأطباء وزيارتهم بالرغم من تأكيدهم جميعًا أنه لا يوجد أمل من شفاءها.
سرقتني زيارتنا المعتادة والمستمرة للمستشفى التي أصبحت منزل أمي الأول.
سرقني كل شيء من الحزن على جدتي ياصديقي!
والآن يتحقق أسوأ كوابيسي... لقد ماتت أمي!!!
هل يمكنك أن تخبرني الآن أين يمكنني أن أخبئ الحزن ليكف عن إلتهام قلبي؟؟!!
بالرغم من معرفتي التامة لحالتها الميئوس منها، وبالرغم من فقد جسدها للحياة بين يدي في ليلتها الأخيرة.
لكنني لم أتوقع للحظة أن تكون النهاية قريبة بهذا القدر وموجعة بهذا الآلم ياصديقي!!
تخيلت كل شيء سيحدث، ولكنني لم أتخيل أو أستعد لهذا الوجع الذي يسري بين عروقي وكل ملامح حياتي.
لم أتخيل يومًا كيف يصل الحزن للقدر الذي يجعلني لا أستطيع التنفس في وجوده.
كيف يمكن للحزن أن يقبض بيديه على جسدي ليجعلني منهكة طوال الوقت
وعلى رئتي ليجعلني أفقد الهواء لثواني لا أستطيع التحكم بها
وعلى قلبي ليجعلني لا أشعر بشيء.. أي شيء سواء الآلم!
يبدو أن الحزن حين أختبئ توحش! ومنذ أن خرج أصبح يتلذذ بألتهامي ولا أستطيع إيقافه!
بعد ان فقدت رفاهية الحزن على جدتي في سبيل أمي
أصبح الآن أمامي العمر بأكلمه لأحزن عليهن معًا!!!