إلى صديقي الذي يهتم..
ألم أخبرك قبلا ياصديقي إنني خائفة وحزينة، يبدو أن خوفي كان في محله ولكن الحزن أصبح اضعاف!
بعد رسالتي الأخيرة لك وبصورة مفاجئة مرضت جدتي
أمي الثانية والتي سبق أن كتبت لها رسالة هنا ابكتها
بعد محاولات العثور على سرير يحتويها داخل العناية المركزة التي رقدت بها اسبوعين.. رحلت!
رحلت بعلة غير التي رقدت في العناية المركزة بسببها في الأصل، وكأن مرض أمي سرق كل قوتها ورغبتها في الحياة، فيبدو إنها كانت تريد الرحيل بأي شكل.. الرحيل فقط!
في يومها الثاني بالرعاية تماسكت عند رؤيتها ولم أبكي، أخبرتها إنها ستكون بخير، فأجبتني"ولو مبقتش، هو اللي رايد".
مشيت بعيدا عنها، وتساقطت دموع كثيرة حبستها امامها، دموع تخبرني أن ما نحن به لن يمر على خير!
في بداية ذلك العام المؤلم المُقبض مرضت أمي بذلك اللعين الذي تربع داخل الرحم الذي احتواني بداخله يومًا، كان الخوف يأكلني من أن افقدها ولم تكف دموعي إلا حين بدأت في خطوات العلاج لأشعر أن هناك أمل.
لم يجول بخاطري أبدًا أن في ذات العام سأفقد جدتي التي كانت بصحة جيدة!!
فقدنا في بداية العام العراب الذي بدأت خطواتي الأولي في القراءة على يديه.. فبكيت.
في الطريق فقدنا الخال المدون إبراهيم رزق الذي اختطف قلبي خبر موته ولم أستطيع تصديقه حتى تم تأكيده، لنفقد روح كانت تظللنا جميعًا بالمحبة والبسمة.. فبكيت.
في ديسمبر شهري المفضل للأسف، مرضت جدتي ورحلت سريعًا، رحلت وتركت ذكرى في كل لحظة في العمر، في كل مكان بالبيت، في كل رائحة طيبة تفوح من اماكنها واشيائها، في كل صورة بها اطفالي الصغار وهي تحملهم، رحلت واقتطعت جزء من قلبي وأخذته معها.. فبكيت وبكيت وبكيت ومازلت، وكأن البكاء وآلم الفقد لن يكف أبدًا ياصديقي!!