كانت أمي بطلتي الأولى،
تحكي لي قبل النوم حكايات الأطفال الممتلئة بالبطولات والشجاعة والمثابرة،
فأصبحت تستهويني وتدفعني لطلب المزيد منها.
عندما كبرت وأصبحت اقرأ بنفسي، كنت أبحث عن قصص الأبطال،
وعلى مدار سنوات قابلت الكثير والكثير منهم.
رجل المستحيل ن1، قطعة فريدة نادرة لم تتكرر،
كان بطل جيل بأكمله وبطل مصر في نظرنا،
رفيقته منى كانت بطلة بالنسبة لي
وتمنيت في الكثير من الأوقات أن أكون مكانها والتحق بكلية الشرطة.
ملف المستقبل نور وفريقه مجموعة من الابطال،
الذين غلبوا الزمن والفضاء والفيروسات والمجهول بجميع صوره
وبسبب هؤلاء الأبطال اهتممت بالفيروسات والتعرف عليها والقراءة عنها بتوسع.
صرخة الرعب، جعلتني اطرح سؤال على نفسي..
كيف يمكن لأطفال في مثل عمري يحاربون الخوف بضراوة هكذا؟
كيف يمكن أن يكونون ابطال حياتهم عن جدارة،
لم تخيفني يومًا قصصهم وكأنني اكتسبت منهم الشجاعة والقوة.
ما وراء الطبيعة، رغم أن رفعت اسماعيل لم يكن بطل في نظر نفسه،
ولكنه كان بطل يرتدي البدلة الكحلية التي تجعله فاتنًا في نظرنا جميعًا.
لم أكن أهوى السفاري
ولكن د.علاء عبد العظيم كان بالنسبة لي بطل في كيفية كشف الأمراض وعلاجها
وتعريفي بها بصورة بسيطة.
تعرفت على الكثير من الأبطال طوال عمري،
منهم من قرأتهم ومنهم من قرأوني،
حتى جاءني اليوم الذي استطعت أن امسك بالقلم واخط بيدي الأبطال.
كنت أرسم كل واحدًا منهم حسبما أراه،
فجأة أجد البطل مجسدًا أمامي بملامحه وكيف يتحدث
وما هي اللازمات الموجودة في كلماته، وحتى تصرفاته.
لم أخطط يومًا نهاية بطل من أبطالي ولكنهم وحدهم من استطاعوا ذلك،
كانوا يأخذون مني القلم ويبدأون في رسم احداثهم دون أن أدري،
فحين استفيق اجدهم قد انهوا المهمة على أكمل وجه،
اقرأ واسأل نفسي من كتب كل هذا؟! لا أجد منهم رد!.
فأعيد نشر كل ما كتبه أبطالي مُذيل باسمي،
فأنا وحدي من جئت بهم وصنعتهم على الورق
وبالرغم من انهم من اكملوا بإيديهم احداثهم
إلا أنني وحدي استطيع محوهم أو الإبقاء عليهم،
أنا وحدي من أملك القدرة على البقاء على الأبطال في حياتي أو الإنتهاء منهم،
لأنني وحدي بطلة حياتي الحقيقية.
النص مشاركة في مبادرة الكتابة اليومية في شهر ديسمبر