"لماذا"؟؟
انطلقت الكلمة أمامي من فم صديقتي وهي تبكي،
السؤال الذي لم أعلم إجابته يومًا، لماذا نبحث عن الحكمة من كل شيء؟
هل يجب أن ترى أسباب البلاء في حينها؟
هل يجب أن تفهم أسباب المنع؟ وما هي الحكمة من المَنح؟
لكل شيء سبب بكل تأكيد ولكن لِما نرغب دايمًا في رؤية السبب لكل شيء في الدقيقة ذاتها؟!
ولكن كيف يمكنني محو كل الغضب الذي تشعر به؟ والقهر الذي يأكل قلبها!
سألتها هل تتذكرين كيف كنت أنا أخر مرة؟
كيف كنت اتسأل سؤالها ذاته، وبعد فترة منحني الله الإجابة.
قد لا تأتي الإجابة في صورة إنتقام من أي طرف أخر،
لا يهم أي شخص أخر في الكون من الأصل!
الأهم هو أنا، الأهم ياصديقتي هو أنتِ.
الحكمة تأتي في السكينة التي يقذفها الله في القلب بعد كل إبتلاء،
الحكمة تأتي في الدعاء الذي يلقننا الله به دون أن نشعر،
دعاء لنا ولقلوبنا بالراحة والسلام والمحبة.
لا نهتم بالدعاء بكراهية وغضب لا نهتم ياصديقتي،
نهتم فقط بتلقين العيون والقلوب ألا ترى سوى الجمال المختبيء فينا،
وهذا الأهم، وهذا ما يكفي.
قررت أن اتوقف عن قول "لماذا" وأصبحت بدلًا من ذلك أقول ياالله أمنحني رسالة،
أرسل لي شيئًا يجلعني أرى كل شيء بوضوح،
كلمة تجعلني استعيد سلامي النفسي مرة أخرى.
فلا يمر اليوم ذاته قبل أن أرى رسالة جلية في كل شيء،
سورة من القرآن مقربة لقلبي اسمعها صدفة،
كلمة، حكمة، صورة، منشور لشخص ما أمامي،
قلبي وعيني يستطيعان أن يقرأو رسائلي بوضوح،
وهي نعمة أحمدالله عليها، منحني أياها بعد الكثير من المِحن.
في يوم ما أرسلت لصديقتي نفسها فيديو لداعية شاب،
أشعر أن الله ارسله لي هذه الفترة بالتحديد ليربط على قلبي،
ويمنحني رسائل الطمأنينة التي احتاجها بكل دقة.
في هذا الفيديو كان يقول فيما معناه أنه
"يمكنك أن تدعو بحسبي الله ونعم الوكيل ليكن الله وكيلك فيرد لك حقك دون مجهود،
ولكنه لا يتمنى لقلوبنا أن تمتليء بهذا الكره والألم لتلك الدرجة".
غاية السكينة التي أتمنى الوصول لها يومًا،
فأجبتني صديقتي "ده صعب أوي"،
فأجيبها "ولماذا" يا صديقتي تتخيلين أن الطمأنينة التي تملأ القلب يمكن أن تأتي بسهولة؟!
الكره يأتي بكل سهولة،
بينما السلام النفسي يحتاج لمجهود كبير، قلوبنا تستحق أن نبذله لتعود نقية كيوم ولدت.
النص مشاركة في مبادرة الكتابة اليومية في شهر ديسمبر
0 comments
Post a Comment